mawdo3 egany e-mail o 3gabny kteeer
'أربعة أربعة اثنان' هي خطة كلاسيكية اعتمدها المنتخب الإيطالي في كأس عام 82 كقالب صنديد لمباراة دفاعية، وليس على نهجه انبرى شعب غزة في حياة الحصار، ربما تختلف الظروف إلا أن التكتيك المتبع لم يتغير، فمنذ بدأ عهد التغيير والإصلاح والمصائب تترى على المقيمين في غزة، مسلوبي حق المواطنة، وأدنى مستويات الحياة..
فإذا كان المنتخب الإيطالي قد استخدم خطته تلك في مباراة دفاعية، فقد اعتمدها المحاصرون في غزة في شتى مناحي حياتهم، بدءً من ركاب سيارات الأجرة من نوع مرسيدس وانتهاء بقرارات الحكومة في توزيع حصص الوقود المختلفة، حالياً تقل سيارة الأجرة عشرة ركاب بدلاً من سبعة للتخفيف من الأزمة، يتم توزيعهم أربعة في الكرسي الخلفي وأربعة في الأوسط واثنان بجانب السائق، مع الحفاظ على توحيد النوع، فالذكور في كرسي والإناث في كرسي آخر، ذلك التكتيك الفريد من نوعه حيّر العقول الألمانية صانعة هذا النوع من المركبات كعادة الفلسطينيين في إبهار العالم بتأقلمهم مع أحلك الظروف، فقد تمردت عربات الألمان في غزة عن أطوارها المعهودة لديهم، وفاقت توقعاتهم في قدرتها على نقل هذه الحمولة، ومما زاد أفواههم اتساعاً وحدقاتهم انبهاراً استبدال زيت القلي (السيريج) بالوقود المعتاد، وعلى الرغم من ذلك فقد مضت العربات في غزة تنهب الطرقات وبكفاءة أعلى على حد تعبير بعض السائقين، وكنتيجة مترتبة على زيادة الطلب فقد ارتفع سعر الزيت النباتي.
فقط في غزة محطات التزود بالوقود مغلقة، وعلى أبوابها يباع زيت الطعام كبديل استثنائي من نوعه، تكاثفت معه أبخرة الوقود الجديد في غيوم بيضاء تحمل أمراضاً تنذر بكارثة إنسانية من النوع الثقيل هذه المرة، فالإصابة بمرض السرطان واردة.
ولكن.. من يهتم؟
ابتسم فأنت في غزة، والمنتخب الغزي مازال لديه تكتيك خاص لهذه المواقف، فقد أصدرت الحكومة قراراً بمنع استخدام زيت قلي البطاطس والباذنجان كوقود للسيارات؛ لإبقاء نكهة خاصة للفلافل خصوصاً وللمقليات بشكل عام، وللحفاظ على حياة من تبقى من الأشباح المتنقلة في الشوارع من ناحية أخرى، ولأنه قرار حكومي فمن الطبيعي أن يواجَه بالتنصل والعصيان، وتَزكمُ الأجواءَ جيوشٌ محتشدة من السحب السرطانية البيضاء، تبغي فتكاً بالسواد الأعظم من الغزيين، والتكتيك الدفاعي المتبع هذه المرة له علاقة مباشرة بالطعام، فبعدما قضى الحصار على ما تبقى من الأسمدة الزراعية والأدوية الكيماوية المستخدمة، خرجت المحاصيل كأجود بديل مناعي..
وفي جملة متفرقة من أساليبَ متبعة ضمن الخطة الدفاعية مع أزمة نقص الوقود، فقد قامت الحكومة بتوزيع حصص شهرية من الوقود للسيارات على دفعات بالشكل التالي: 4 مرات لكل سائق في الشهر بسعر 400 شيكل لكل 20 لتر سولار للسيارات التي تحمل ترخيص 2008، أما الغاز الطبيعي فيسمح بتعبئة 4 كيلو فقط في أنبوبتين لكل عائلة من محطات الوقود، في حين لا يختلف جدول الكهرباء كثيراً، فهناك فصل للتيار لمدة 4 ساعات متواصلة ثم وصل لمدة ساعتين، وهكذا طوال النهار.
قد يحافظ المنتخب الغزي على خطته الدفاعية تلك، لكن من يدري ماذا يحدث يوم يتم التبديل من 'أربعة أربعة اثنان' إلى 'أربعة اثنان أربعة'، وهي خطة برازيلية فتحت الآفاق أمام الكرة الهجومية في نهائي عام 70 في المكسيك، جدير بالذكر أن مدرب المنتخب المصري حسن شحاته اعتمد في كأس الأمم الأفريقية خطة 'أربعة أربعة اثنان' وفاز بالبطولة.
ويبقى التساؤل..
هل سيحافظ أهل غزة على خطة 'أربعة أربعة اثنان' أم ينقلب من جديد على كل التوقعات ويفاجأ الجميع كما عودنا بأسلوب جديد؟
'أربعة أربعة اثنان' هي خطة كلاسيكية اعتمدها المنتخب الإيطالي في كأس عام 82 كقالب صنديد لمباراة دفاعية، وليس على نهجه انبرى شعب غزة في حياة الحصار، ربما تختلف الظروف إلا أن التكتيك المتبع لم يتغير، فمنذ بدأ عهد التغيير والإصلاح والمصائب تترى على المقيمين في غزة، مسلوبي حق المواطنة، وأدنى مستويات الحياة..
فإذا كان المنتخب الإيطالي قد استخدم خطته تلك في مباراة دفاعية، فقد اعتمدها المحاصرون في غزة في شتى مناحي حياتهم، بدءً من ركاب سيارات الأجرة من نوع مرسيدس وانتهاء بقرارات الحكومة في توزيع حصص الوقود المختلفة، حالياً تقل سيارة الأجرة عشرة ركاب بدلاً من سبعة للتخفيف من الأزمة، يتم توزيعهم أربعة في الكرسي الخلفي وأربعة في الأوسط واثنان بجانب السائق، مع الحفاظ على توحيد النوع، فالذكور في كرسي والإناث في كرسي آخر، ذلك التكتيك الفريد من نوعه حيّر العقول الألمانية صانعة هذا النوع من المركبات كعادة الفلسطينيين في إبهار العالم بتأقلمهم مع أحلك الظروف، فقد تمردت عربات الألمان في غزة عن أطوارها المعهودة لديهم، وفاقت توقعاتهم في قدرتها على نقل هذه الحمولة، ومما زاد أفواههم اتساعاً وحدقاتهم انبهاراً استبدال زيت القلي (السيريج) بالوقود المعتاد، وعلى الرغم من ذلك فقد مضت العربات في غزة تنهب الطرقات وبكفاءة أعلى على حد تعبير بعض السائقين، وكنتيجة مترتبة على زيادة الطلب فقد ارتفع سعر الزيت النباتي.
فقط في غزة محطات التزود بالوقود مغلقة، وعلى أبوابها يباع زيت الطعام كبديل استثنائي من نوعه، تكاثفت معه أبخرة الوقود الجديد في غيوم بيضاء تحمل أمراضاً تنذر بكارثة إنسانية من النوع الثقيل هذه المرة، فالإصابة بمرض السرطان واردة.
ولكن.. من يهتم؟
ابتسم فأنت في غزة، والمنتخب الغزي مازال لديه تكتيك خاص لهذه المواقف، فقد أصدرت الحكومة قراراً بمنع استخدام زيت قلي البطاطس والباذنجان كوقود للسيارات؛ لإبقاء نكهة خاصة للفلافل خصوصاً وللمقليات بشكل عام، وللحفاظ على حياة من تبقى من الأشباح المتنقلة في الشوارع من ناحية أخرى، ولأنه قرار حكومي فمن الطبيعي أن يواجَه بالتنصل والعصيان، وتَزكمُ الأجواءَ جيوشٌ محتشدة من السحب السرطانية البيضاء، تبغي فتكاً بالسواد الأعظم من الغزيين، والتكتيك الدفاعي المتبع هذه المرة له علاقة مباشرة بالطعام، فبعدما قضى الحصار على ما تبقى من الأسمدة الزراعية والأدوية الكيماوية المستخدمة، خرجت المحاصيل كأجود بديل مناعي..
وفي جملة متفرقة من أساليبَ متبعة ضمن الخطة الدفاعية مع أزمة نقص الوقود، فقد قامت الحكومة بتوزيع حصص شهرية من الوقود للسيارات على دفعات بالشكل التالي: 4 مرات لكل سائق في الشهر بسعر 400 شيكل لكل 20 لتر سولار للسيارات التي تحمل ترخيص 2008، أما الغاز الطبيعي فيسمح بتعبئة 4 كيلو فقط في أنبوبتين لكل عائلة من محطات الوقود، في حين لا يختلف جدول الكهرباء كثيراً، فهناك فصل للتيار لمدة 4 ساعات متواصلة ثم وصل لمدة ساعتين، وهكذا طوال النهار.
قد يحافظ المنتخب الغزي على خطته الدفاعية تلك، لكن من يدري ماذا يحدث يوم يتم التبديل من 'أربعة أربعة اثنان' إلى 'أربعة اثنان أربعة'، وهي خطة برازيلية فتحت الآفاق أمام الكرة الهجومية في نهائي عام 70 في المكسيك، جدير بالذكر أن مدرب المنتخب المصري حسن شحاته اعتمد في كأس الأمم الأفريقية خطة 'أربعة أربعة اثنان' وفاز بالبطولة.
ويبقى التساؤل..
هل سيحافظ أهل غزة على خطة 'أربعة أربعة اثنان' أم ينقلب من جديد على كل التوقعات ويفاجأ الجميع كما عودنا بأسلوب جديد؟