((-اللحظات الاخيرة قبل وفاة الرسول- عليه الصلاة والسلام -))
----------------------
وفاة النبي وما لها من أثر عجيب في القلب، لحظات وفاة النبي
قبل الوفاة كانت آخر حجه للنبي- صلى الله عليه وسلم- حجة الوداع وبينما هو هناك ينزل قول الله عز وجل ﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً﴾ فبكى أبو بكر الصديق- رضى الله عنه- فقال الرسول- صلى الله عليه وسلم- ما يبكيك في الآية فقال : هذا نعي رسول الله- عليه السلام-.
ورجع الرسول :صلى الله عليه وسلم: من حجة الوداع وقبل الوفاة بتسعة أيام نزلت آخر آية في القرآن ﴿واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون﴾.
وبدأ الوجع يظهر على الرسول- صلى الله عليه وسلم- فقال أريد ان ازور شهداء أحد فراح لشهداء أحد ووقف على قبور الشهداء وقال: السلام عليكم يا شهداء أحد أنتم السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون وإني بكم إن شاء الله لاحق. وهو راجع بكى الرسول:صلى الله عليه وسلم: فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله ؟.
قال صلى الله علية وسلم اشتقت لإخواني.
قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟.
قال صلى الله علية وسلم : لا أنتم أصحابي أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولا يروني.
وقبل الوفاة بثلاث أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان ببيت السيدة ميمونة فقال النبي- صلى الله علية وسلم اجمعوا زوجاتي فجمعت الزوجات فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- : أتأذنون لي أن أمرض ببيت عائشة فقلن آذنا لك يا رسول الله.
فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبى طالب والفضل بن العباس فحملوا النبي فطلعوا به من حجرة السيدة ميمونة إلى حجرة السيدة عائشة فالصحابة أول مرة يروا النبي محمول على الأيادي فتجمع الصحابة وقالوا: مالِ رسول الله، مالِ رسول الله وتبدأ الناس تتجمع بالمسجد ويبدأ المسجد يمتلأ بالصحابة ويحمل النبي إلى بيت عائشة.
فيبدأ الرسول يعرق ويعرق ويعرق وتقول السيدة عائشة أنا بعمري لم أرى أي إنسان يعرق بهذه الكثافة فتأخذ يد الرسول وتمسح عرقه بيده،( فلماذا تمسح بيده هو وليس بيدها) تقول عائشة: إن يد رسول الله أطيب وأكرم من يدي فلذلك امسح عرقه بيده هو وليس بيدي أنا. (فهذا تقدير للنبي).
تقول السيدة عائشة فأسمعه يقول: لا إله إلا الله إن للموت لسكرات، لا إله إلا الله إن للموت لسكرات.
فكثر اللفظ أي (بدأ الصوت داخل المسجد يعلو).
فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- ما هذا؟
فقالت عائشة: إن الناس يخافون عليك يا رسول الله.
فقال النبي- صلى الله عليه وسلم : احملوني إليهم فأراد أن يقوم فما استطاع.
فصبوا عليه سبع قرب من الماء لكي يفيق فحمل النبي وصعد به إلى المنبر ، فكانت آخر خطبة لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- وآخر كلمات لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- وآخر دعاء لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-.
قال النبي : أيها الناس كأنكم تخافون علي.
قالوا: نعم يا رسول الله.
فقال الرسول- صلى الله عليه وسلم-: أيها الناس موعدكم معي ليس الدنيا، موعدكم معي عند الحوض، والله ولكأني انظر إليه من مقامي هذا. أيها الناس والله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تتنافسوها كما تنافسها اللذين من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم.
ثم قال- صلى الله عليه وسلم-: أيها الناس الله الله بالصلاة، الله الله بالصلاة
فظل يرددها ثم قال: آيها الناس اتقوا الله في النساء أوصيكم بالنساء خيراً.
ثم قال: أيها الناس، إن عبداً خيّره الله بين الدنيا وبين ماعند الله، فأختار ما عند الله، فما أحد فهم من هو العبد الذي يقصده فقد كان يقصد نفسه إن الله خيّره ولم يفهم سوى أبو بكر الصديق وكان الصحابة معتادين عندما يتكلم الرسول يبقوا ساكتين كأنه على رؤوسهم الطير فلما سمع أبو بكر كلام الرسول فلم يتمالك نفسه فعلا نحيبه (البكاء مع الشهقة) وفي وسط المسجد قاطع الرسول وبدأ يقول له: فديناك بآبائنا يا رسول الله، فديناك بأمهاتنا يا رسول الله، فديناك بأولادنا يا رسول الله، فديناك بأزواجنا يا رسول الله، فديناك بأموالنا يا رسول الله، ويردد ويردد فنظر الناس إلى أبو بكر شظراً (كيف يقاطع الرسول بخطبته).
فقال الرسول: أيها الناس فما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به إلا أبو بكر، فلم استطع مكافأته فتركت مكافأته إلى الله تعالى عز وجل، كل الأبواب إلى المسجد تسد إلا باب أبو بكر لا يسد أبدا.
ثم بدأ يدعي لهم ويقول أخر دعوا ته قبل الوفاة، أراكم الله حفظكم الله نصركم الله ثبتكم الله أيدكم الله حفظكم الله .
أخر كلمة قبل أن ينزل عن المنبر موجه للأمة من على منبره: أيها الناس أقرءوا مني السلام على من تبعني من أمتي إلى يوم القيامة.
وحُمل مرة أخري إلى بيته.
دخل عليه وهو بالبيت عبد الرحمن ابن أبو بكر وكان بيده سواك فظل النبي ينظر إلى السواك ولم يستطع أن يقول أريد السواك فقالت عائشة فهمت من نظرات عينيه انه يريد السواك فأخذت السواك من يد الرجل فاستكت به (أي وضعته بفمها) لكي ألينه للنبي أعطيته إياه فكان آخر شئ دخل إلى جوف النبي هو ريقي( ريق عائشة) فتقول عائشة: كان من فضل ربي عليّ أنه جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن يموت.
ثم دخلت ابنته فاطمة فبكت عند دخولها. بكت لأنها كانت معتادة كلما دخلت على الرسول وقف وقبلها بين عينيها ولكنه لم يستطع الوقوف لها فقال لها الرسول: ادني مني يا فاطمة فهمس لها بأذنها فبكت ثم قال لها الرسول مرة ثانية: ادني مني يا فاطمة فهمس لها مرة أخرى بأذنها فضحكت فبعد وفاة الرسول سألوا فاطمة ماذا همس لك فبكيتي وماذا همس لك فضحكت!
قالت فاطمة: لأول مرة قال لي يا فاطمة أنى ميت الليلة. فبكيت! ولما وجد بكائي رجع وقال لي: أنت يا فاطمة أول أهلي لحاقاً بي. فضحكت!.
فقال الرسول : اخرجوا من عندي بالبيت وقال ادني مني يا عائشة ونام على صدر زوجته السيدة عائشة.
فقالت السيدة عائشة: كان يرفع يده للسماء ويقول (بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى) فتعرف من خلال كلامه أنه يُخّير بين حياة الدنيا أو الرفيق الأعلى.
فدخل الملك جبريل على النبي وقال: ملك الموت بالباب ويستأذن أن يدخل عليك وما استأذن من أحد قبلك فقال له: إئذن له يا جبريل،ودخل ملك الموت وقال: السلام عليك يا رسول الله، أرسلني الله أخيرك بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله.
فقال النبي: بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى.
وقف ملك الموت عند رأس النبي (كما سيقف عند رأس كل واحد منا) وقال:
أيتها الروح الطيبة روح محمد ابن عبدالله اخرجي إلى رضى من الله ورضوان ورب راضي غير غضبان.
تقول السيدة عائشة: فسقطت يد النبي وثقل رأسه على صدري فقد علمت أنه قد مات وتقول ما أدري ما أفعل فما كان مني إلا أن خرجت من حجرتي إلى المسجد حيث الصحابة وقلت:
مات رسول الله، مات رسول الله، مات رسول الله.
فأنفجر المسجد بالبكاء.
فهذا علي أُقعد من هول الخبر ، وهذا عثمان بن عفان كالصبي يأخذ بيده يميناً ويساراً ، وهذا عمر بن الخطاب قال: إذا أحد قال أنه قد مات سأقطع رأسه بسيفي إنما ذهب للقاء ربه كما ذهب موسى للقاء ربه.
أما أثبت الناس كان أبو بكر- رضى الله عنه- فدخل على النبي وحضنه وقال واخليلاه واحبيباه واأبتاه وقبّل النبي وقال: طبت حياً وطبت ميتاً.
فخرج أبو بكر- رضى الله عنه- إلى الناس وقال: من كان يعبد محمد فإن محمد قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله باقي حي لا يموت.
ثم قرأ أية الله تعالى {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} (144) سورة آل عمران
فعلم الناس أن الرسول قد مات حقاً
ثم غسله العباس بن عبد المطلب و على بن ابى طالب و أولاد العباس بن عبد المطلب ووضعوا التراب على النبى فقالت لهم فاطمة رضى الله عنها: اطابت أنفسكم ان تضعوا التراب على رسول الله صلى الله علية وسلم
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
وبارك اللهم على محمدوعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
دمتم بحفظ الرحمن’’’