العلم
بأسماء الله الحسنى أصل العبادة، لأن من لا يدرك حقيقة أسمائه عز وجل
وصفاته لا يمكنه أن يعبده حق عبادته، ولا شك في أن من أعظم آثار العلم
بأسماء الله جل ثناؤه وصفاته ومعرفة معانيها والتعرف إلى حقيقتها ما يحدثه
ذلك من خشية في قلب العبد، وشتان بين مصل قائم بين يدي ربه، عالم باطلاع
ربه على كل صغيرة وكبيرة من حركاته ما ظهر منها وما بطن، ما يجعله
مستحضراً لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وبين آخر لا يعلم ما علمه الأول.
لا
شك أيضا في أن علم العبد بتفرد الرب تعالى بالضر والنفع، والعطاء والمنع،
والخلق، والرزق والإحياء والإماتة يثمر له عبادة حق التوكل عليه، كما أن
علم العبد بأنه سبحانه لا يخفى عليه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض،
وأنه يعلم السر وأخفى، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور يثمر للعبد حفظ
لسانه وجوارحه وخطرات قلبه عن كل ما لا يرضي الله، ومعرفة العبد بغنى ربه
وجوده وكرمه وبره وإحسانه ورحمته توجب له سعة الرجاء وتثمر له ذلك في
أنواع العبودية الظاهرة والباطنة بحسب معرفته وعلمه، وتلك ثمرة لا مثيل
لها من ثمار العلم بأسماء الله الحسنى.
دفع الوساوس
ومن
عرف الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى ثبت إيمانه وصدق يقينه،
فكان لمجاهدة الشيطان أشد، وعلى دفع الوساوس أقوى، فعن أبي زميل قال: سألت
ابن عباس رضي الله عنهما، فقلت: ما شيءٌ أجد في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت:
والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيءٌ من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من
ذلك أحد، قال حتى أنزل الله عز وجل: “فَإِنْ كُنْتَ فِي شَك مِما
أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الذِينَ يَقْرَؤونَ الْكِتَابَ مِنْ
قَبْلِكَ، قال: فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئاً، فقُل: “هُوَ الأَولُ
وَالآخِرُ وَالظاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُل شَيْءٍ عَلِيمٌ”.
وأول
فضل للأسماء الحسنى على العبد أنها من أعظم أسباب دخول الجنة لمن عرفها
وآمن بها وأدى حقها، فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم: (لله تسعةٌ وتسعون اسماً مائة إلا واحدا لا يحفظها أحدٌ
إلا دخل الجنة)، وفي رواية: (من أحصاها دخل الجنة).
ومن عرف أسماء
الله وصفاته أكثر من ذكر الله، وشكره، والثناء عليه، ومدحه، والحمد له،
وذكر الله سبحانه ومدحه من أعظم ما يقرب إليه، وفي الحديث أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: (ما من أحد أحب إليه المدح من الله).
والله
يحب من أحب أسماءه الحسنى، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله
عليه وسلم بعث رجلاً على سَرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم، فيختم
ب”قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ”، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه
وسلم، فقال: سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟، فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن،
وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال صلى الله عليه وسلم: أخبروه أن الله يحبه، وفي
حديث آخر (قال الرجل: إني أحبها، فقال صلى الله عليه وسلم: حُبك إياها
أدخلك الجنة).
إجابة الدعاء
وأسماء
الله الحسنى هي أعظم الأسباب لإجابة الدعاء، يقول ربنا جل وعلا: “وَلِلهِ
الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا”، وكان صلى الله عليه وسلم يسأل
الله بأسمائه الحُسنى ويتوسل إليه بها، والأحاديث في ذلك كثيرة ومشهورة،
ويروى أنه صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، فسمع رجلاً يقول: اللهم إني
أسألك أني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يَلد
ولم يُولد، ولم يكن له كفواً أحد، فقال: لقد سألت الله بالاسم الذي إذا
سُئِل به أعطى، وإذا دُعي به أجاب، وفي رواية فقال: (والذي نفسي بيده، لقد
سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا دُعِي به أجاب، وإذا سُئِل به أعطى).
وقد
نبه علماؤنا السائل على أن يتخير في كل سؤال الأسماء المناسبة للطلب الذي
يطلبه، يقول ابن القيم: (يسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضياً لذلك
المطلوب، فيكون السائل متوسلاً إليه بذلك الاسم، ومن تأمل أدعية الرسل
وجدها مطابقة لهذا)، ويقول: (يأتي السائل بالاسم الذي يقتضيه المطلوب، كما
تقول: اغفر لي وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم، ولا يحسن أن تقول: إنك أنت
السميع البصير)، وفي هذا يقول ابن عربي: (يطلب بكل اسم ما يليق به، تقول
يا رحيم ارحمني، يا حكيم احكم لي، يا رزّاق ارزقني، يا هادي اهدني)، ونبه
ابن العربي إلى أن بعض أسمائه تبارك وتعالى أسماء عامة تصلح لأن يدعى بها
في كل موضع، وفي كل الأمور، مثل: الله، الرب.
تفريج الكرب
أسماء
الله الحسنى أعظم أسباب تفريج الكروب وزوال الهموم، وقد روى ابن مسعود رضي
الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما أصاب أحداً قط همٌ
ولا حزنٌ، فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أَمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ
في حكُمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سمّيت به نفسك، أو علمته
أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن
تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا
أذهب الله همّه وحزنه وأبدل مكانه فرحاً”، فقيل: يا رسول الله، أفلا
نتعلمها؟ فقال: (بلى ينبغي لكل من سمعها أن يتعلمها).
والمؤمن يلجأ
إلى ربه بأسمائه الحسنى عند كل كرب، وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما
أنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب يقول: لا إله إلا
الله العظيمُ الحليمُ، لا إله إلا الله رب السماواتِ والأرضِ ورب العَرشِ
العظيم”.
والمؤمن يعلم أنه لا يضر مع اسم الله شيء، فقد روى
الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: “ما من عبد يقول في صباح كل يوم، ومساء كل ليلة: بسم الله الذي
لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات،
فيضره شيء”.
الحلال والحرام
وذكر
اسم الله على شيء قد يفرق بين الحلال والحرام، فأحلّ الله عز وجل الذبيحة
التي ذُكِر اسمُه عليها، بل وأمر بالأكل منها، وقد جاء لفظ اسم الله في
القرآن في تسعة مواضع، وكلها في الأمر بذكر اسم الله على ما يؤكل من
الذبائح وما في حكمها، مثل الصيد بالجوارح فقال عز وجل: “.. فَكُلُواْ
مِما أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ الله عَلَيْهِ..”
(المائدة: 4)، وقال: “فَكُلُواْ مِما ذُكِرَ اسْمُ الله عَلَيْهِ”
(الأنعام: 118)، وعاتب من لا يأكل مما ذكر اسم الله عليه فقال تعالى:
“وَمَا لَكُمْ أَلا تَأْكُلُواْ مِما ذُكِرَ اسْمُ الله عَلَيْهِ وَقَدْ
فَصلَ لَكُم ما حَرمَ عَلَيْكُمْ” (الأنعام: 119)، وقد نهى عن أكل اللحم
أو الصيد الذي لم يُذكر اسمُ الله عليه فقال تعالى: “وَلاَ تَأْكُلُواْ
مِما لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّه عليه” (الأنعام: 121)، وقال: “وَأَنْعَامٌ
لا يَذْكُرُونَ اسْمَ الله عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ” (الأنعام: 138)،
وفي مناسك الحج قال عز وجل: “لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا
اسْمَ الله فِي أَيامٍ معلُومَاتٍ” (الحج: 2،
وقال: “وَلِكُل أُمةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ الله عَلَى
مَا رَزَقَهُم من بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ” (الحج: 34)، وقال: “فَاذْكُرُوا
اسْمَ الله عَلَيْهَا صَوَاف” (الحج: 36). ثم جاءت آخرها في الآية
الكريمة: “وَلَوْلَا دَفْعُ الله الناسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لهُدمَتْ
صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ الله
كَثِيراً” (الحج: 40).
بركة الأسماء
يقول
تعالى: “تَبَارَكَ اسْمُ رَبكَ ذِي الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ”، ومن هذه
البركات أن الشيطان لا يقرب ما ذُكر عليه اسمُ الله، قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: (إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال
الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء). وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: (قال إبليس: يا رب، ليس أحدٌ من خلقك إلا جعلت له
رزقاً ومعيشة، فما رزقي؟ قال: ما لم يذكر عليه اسمي)، وقال النبي صلى الله
عليه وسلم فيما يرويه عنه ابن عباس رضي الله عنهما: (لو أن أحدكم إذا أراد
أن يأتي أهله فقال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما
رزقتنا، فإنه إن يُقَدر بينهما ولدُ في ذلك لم يضره شيطان أبداً).
وأسماء
الله عز وجلأعظم شفاء، وحين عاد جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله
عليه وسلم في مرضه لم يجد سبباً للشفاء خيراً من أن يرقيه باسم الله عز
وجل، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن جبريل عليه السلام أتى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، أشتكيت؟ قال: نعم، قال: بسم الله
أرقيك، من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، بسم الله
بأسماء الله الحسنى أصل العبادة، لأن من لا يدرك حقيقة أسمائه عز وجل
وصفاته لا يمكنه أن يعبده حق عبادته، ولا شك في أن من أعظم آثار العلم
بأسماء الله جل ثناؤه وصفاته ومعرفة معانيها والتعرف إلى حقيقتها ما يحدثه
ذلك من خشية في قلب العبد، وشتان بين مصل قائم بين يدي ربه، عالم باطلاع
ربه على كل صغيرة وكبيرة من حركاته ما ظهر منها وما بطن، ما يجعله
مستحضراً لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وبين آخر لا يعلم ما علمه الأول.
لا
شك أيضا في أن علم العبد بتفرد الرب تعالى بالضر والنفع، والعطاء والمنع،
والخلق، والرزق والإحياء والإماتة يثمر له عبادة حق التوكل عليه، كما أن
علم العبد بأنه سبحانه لا يخفى عليه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض،
وأنه يعلم السر وأخفى، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور يثمر للعبد حفظ
لسانه وجوارحه وخطرات قلبه عن كل ما لا يرضي الله، ومعرفة العبد بغنى ربه
وجوده وكرمه وبره وإحسانه ورحمته توجب له سعة الرجاء وتثمر له ذلك في
أنواع العبودية الظاهرة والباطنة بحسب معرفته وعلمه، وتلك ثمرة لا مثيل
لها من ثمار العلم بأسماء الله الحسنى.
دفع الوساوس
ومن
عرف الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى ثبت إيمانه وصدق يقينه،
فكان لمجاهدة الشيطان أشد، وعلى دفع الوساوس أقوى، فعن أبي زميل قال: سألت
ابن عباس رضي الله عنهما، فقلت: ما شيءٌ أجد في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت:
والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيءٌ من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من
ذلك أحد، قال حتى أنزل الله عز وجل: “فَإِنْ كُنْتَ فِي شَك مِما
أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الذِينَ يَقْرَؤونَ الْكِتَابَ مِنْ
قَبْلِكَ، قال: فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئاً، فقُل: “هُوَ الأَولُ
وَالآخِرُ وَالظاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُل شَيْءٍ عَلِيمٌ”.
وأول
فضل للأسماء الحسنى على العبد أنها من أعظم أسباب دخول الجنة لمن عرفها
وآمن بها وأدى حقها، فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم: (لله تسعةٌ وتسعون اسماً مائة إلا واحدا لا يحفظها أحدٌ
إلا دخل الجنة)، وفي رواية: (من أحصاها دخل الجنة).
ومن عرف أسماء
الله وصفاته أكثر من ذكر الله، وشكره، والثناء عليه، ومدحه، والحمد له،
وذكر الله سبحانه ومدحه من أعظم ما يقرب إليه، وفي الحديث أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: (ما من أحد أحب إليه المدح من الله).
والله
يحب من أحب أسماءه الحسنى، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله
عليه وسلم بعث رجلاً على سَرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم، فيختم
ب”قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ”، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه
وسلم، فقال: سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟، فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن،
وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال صلى الله عليه وسلم: أخبروه أن الله يحبه، وفي
حديث آخر (قال الرجل: إني أحبها، فقال صلى الله عليه وسلم: حُبك إياها
أدخلك الجنة).
إجابة الدعاء
وأسماء
الله الحسنى هي أعظم الأسباب لإجابة الدعاء، يقول ربنا جل وعلا: “وَلِلهِ
الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا”، وكان صلى الله عليه وسلم يسأل
الله بأسمائه الحُسنى ويتوسل إليه بها، والأحاديث في ذلك كثيرة ومشهورة،
ويروى أنه صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، فسمع رجلاً يقول: اللهم إني
أسألك أني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يَلد
ولم يُولد، ولم يكن له كفواً أحد، فقال: لقد سألت الله بالاسم الذي إذا
سُئِل به أعطى، وإذا دُعي به أجاب، وفي رواية فقال: (والذي نفسي بيده، لقد
سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا دُعِي به أجاب، وإذا سُئِل به أعطى).
وقد
نبه علماؤنا السائل على أن يتخير في كل سؤال الأسماء المناسبة للطلب الذي
يطلبه، يقول ابن القيم: (يسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضياً لذلك
المطلوب، فيكون السائل متوسلاً إليه بذلك الاسم، ومن تأمل أدعية الرسل
وجدها مطابقة لهذا)، ويقول: (يأتي السائل بالاسم الذي يقتضيه المطلوب، كما
تقول: اغفر لي وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم، ولا يحسن أن تقول: إنك أنت
السميع البصير)، وفي هذا يقول ابن عربي: (يطلب بكل اسم ما يليق به، تقول
يا رحيم ارحمني، يا حكيم احكم لي، يا رزّاق ارزقني، يا هادي اهدني)، ونبه
ابن العربي إلى أن بعض أسمائه تبارك وتعالى أسماء عامة تصلح لأن يدعى بها
في كل موضع، وفي كل الأمور، مثل: الله، الرب.
تفريج الكرب
أسماء
الله الحسنى أعظم أسباب تفريج الكروب وزوال الهموم، وقد روى ابن مسعود رضي
الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما أصاب أحداً قط همٌ
ولا حزنٌ، فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أَمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ
في حكُمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سمّيت به نفسك، أو علمته
أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن
تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا
أذهب الله همّه وحزنه وأبدل مكانه فرحاً”، فقيل: يا رسول الله، أفلا
نتعلمها؟ فقال: (بلى ينبغي لكل من سمعها أن يتعلمها).
والمؤمن يلجأ
إلى ربه بأسمائه الحسنى عند كل كرب، وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما
أنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب يقول: لا إله إلا
الله العظيمُ الحليمُ، لا إله إلا الله رب السماواتِ والأرضِ ورب العَرشِ
العظيم”.
والمؤمن يعلم أنه لا يضر مع اسم الله شيء، فقد روى
الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: “ما من عبد يقول في صباح كل يوم، ومساء كل ليلة: بسم الله الذي
لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات،
فيضره شيء”.
الحلال والحرام
وذكر
اسم الله على شيء قد يفرق بين الحلال والحرام، فأحلّ الله عز وجل الذبيحة
التي ذُكِر اسمُه عليها، بل وأمر بالأكل منها، وقد جاء لفظ اسم الله في
القرآن في تسعة مواضع، وكلها في الأمر بذكر اسم الله على ما يؤكل من
الذبائح وما في حكمها، مثل الصيد بالجوارح فقال عز وجل: “.. فَكُلُواْ
مِما أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ الله عَلَيْهِ..”
(المائدة: 4)، وقال: “فَكُلُواْ مِما ذُكِرَ اسْمُ الله عَلَيْهِ”
(الأنعام: 118)، وعاتب من لا يأكل مما ذكر اسم الله عليه فقال تعالى:
“وَمَا لَكُمْ أَلا تَأْكُلُواْ مِما ذُكِرَ اسْمُ الله عَلَيْهِ وَقَدْ
فَصلَ لَكُم ما حَرمَ عَلَيْكُمْ” (الأنعام: 119)، وقد نهى عن أكل اللحم
أو الصيد الذي لم يُذكر اسمُ الله عليه فقال تعالى: “وَلاَ تَأْكُلُواْ
مِما لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّه عليه” (الأنعام: 121)، وقال: “وَأَنْعَامٌ
لا يَذْكُرُونَ اسْمَ الله عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ” (الأنعام: 138)،
وفي مناسك الحج قال عز وجل: “لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا
اسْمَ الله فِي أَيامٍ معلُومَاتٍ” (الحج: 2،
وقال: “وَلِكُل أُمةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ الله عَلَى
مَا رَزَقَهُم من بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ” (الحج: 34)، وقال: “فَاذْكُرُوا
اسْمَ الله عَلَيْهَا صَوَاف” (الحج: 36). ثم جاءت آخرها في الآية
الكريمة: “وَلَوْلَا دَفْعُ الله الناسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لهُدمَتْ
صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ الله
كَثِيراً” (الحج: 40).
بركة الأسماء
يقول
تعالى: “تَبَارَكَ اسْمُ رَبكَ ذِي الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ”، ومن هذه
البركات أن الشيطان لا يقرب ما ذُكر عليه اسمُ الله، قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: (إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال
الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء). وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: (قال إبليس: يا رب، ليس أحدٌ من خلقك إلا جعلت له
رزقاً ومعيشة، فما رزقي؟ قال: ما لم يذكر عليه اسمي)، وقال النبي صلى الله
عليه وسلم فيما يرويه عنه ابن عباس رضي الله عنهما: (لو أن أحدكم إذا أراد
أن يأتي أهله فقال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما
رزقتنا، فإنه إن يُقَدر بينهما ولدُ في ذلك لم يضره شيطان أبداً).
وأسماء
الله عز وجلأعظم شفاء، وحين عاد جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله
عليه وسلم في مرضه لم يجد سبباً للشفاء خيراً من أن يرقيه باسم الله عز
وجل، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن جبريل عليه السلام أتى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، أشتكيت؟ قال: نعم، قال: بسم الله
أرقيك، من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، بسم الله