النقد
((( الطرد والعكس )))
((( الطرد والعكس )))
1- ما المقصود بـ ( الطرد والعكس ) ؟
يُقصد به : ( هو أن ينظم الشاعر قصيدة تُقرأ على وجوه متعدّدة )
2- يُعد الطرد والعكس من الأشكال الشعريّة الجديدة التي شاعت في العصر العثماني. فماذا أولع شعراء العصر العثماني بالأشكال الشعريَّة الجديدة؟
أ- رغبةً منهم في التجديد. ب- لإظهار قدراتهم اللغويّة. ج- لإظهار قدراتهم الأدبيّة.
3- ما رأي الدارسين والنقّاد في الطرد والعكس؟
للدارسين رأيين في الطرد والعكس :
أ- هو شكل من أشكال التجديد الشعري التي لم يُكتب لها البقاء إلى يومنا هذا؛ لاعتمادها على الصنعة والتكلّف.
ب- هو من إبداعات العصرين الأيوبي والمملوكي السابقين للعصر العثمانيّ.
4- ما دليل الدارسين على قولهم بأن الطرد والعكس من إبداعات العصرين الأيوبي والعثماني؟
دليلهم : قول العماد الأصفهاني للقاضي الفاضل ( في العصر الأيوبي ) عندما هّ بركوب فرسه قال للقاضي الفاضل : ( سر فلا كبا بك الفرس ) فردّ عليه القاضي الفاضل : ( دام علا العماد ) ، فهاتين العبارتين نستطيع قرأتهما من اليمين إلى اليسار ومن اليسار إلى اليمين دون تغيّر في المعنى.
5- من مبتكر فن الطرد والعكس ؟
يُعد ( صفي الدين الحلّي ) مبتكر هذا اللون الشعري في العصر المملوكي ، وقد تميّز عمله بالبساطة والعفويّة.
6- ما أنواع الطرد والعكس ؟
للطرد والعكس أنواع كثيرة ، نكتفي بذكر اثنين منها :
أ- ما لا يستحيل بالانعكاس : هو الذي نستطيع قراءته من بأكثر من طريقة دون تغيّر في المعنى ، ومثاله في النثر :
( سر فلا كبا بك الفرس ) و ( دام علا العماد ). ومثاله في الشعر :
مودته تدوم لكل هولٍ **** وهل كل مودته تدوم
( يُقرأ من اليمين إلى اليسار وبالعكس دون إخلال بالمعنى )
ومثال آخر : ألوم صديقي وهذا محالٌ
صديقي أحبه كلام يُقال
وهذا كلام بليغ الجمال
مُحال يُقال الجمال خيال
( يُقرأ من أفقياً ورأسيّاً دون إخلال بالمعنى )
ب- الطرد ( مد ح ) والعكس ( هجاء ) : أي يكون مديحاً حين يُقرأ من اليمين ، ويكون هجاءً حين يُقرأ من اليسار ، ومثاله قول الشاعر ابن الإفرنجيّة مادحاً :
عدلوا فما ظلمت بهم دولٌ **** سعدوا فما زلّت بهم قدمُ
بذلوا فما شحّت لهم شيمٌ **** رشدوا فلا زالت لهم نعمُ
بذلوا فما شحّت لهم شيمٌ **** رشدوا فلا زالت لهم نعمُ
ففي هذين البيتين يف ممدوحيه بالعدل ، والسعادة ، والكرم ، والحلم ، والحكمة ، لكنّنا إذا قرأنا البيتين من اليسار إلى اليمين ؛ يتغيّر المعنى رأساً على عقب ، فيصبح البيتان في الهجاء بدل المدح ، كالآتي :
قدمُ بهم زلّت فما سعدوا **** دولٌ بهم ظلمت فما عدلوا
نعمُ لهم زالت فلا رشدوا **** شيمٌ لهم شحّت فما بذلوا
نعمُ لهم زالت فلا رشدوا **** شيمٌ لهم شحّت فما بذلوا
7- ما أبرز سمات شعر الطرد والعكس ؟
أ- صعب النظم. ب- يحتاج إلى جهد عقلي كبير.
ج- يلتزم فيه الشاعر ما لا يلزم. د- بروز الصنعة اللفظية فيه بشكل واضح.
هـ فيه ذكاء وطرفة. و- يحتاج إلى دقة ملاحظة.
ز- يحتاج إلى قدرة لغويَّة واسعة.
8- هل يجوز أن نحكم في عصر الحاضر على ظاهرة الطرد والعكس التي سادت في العصر العثماني؟
من الظلم أن نحكم على ظاهرة الطرد والعكس في العصر العثماني بمقاييس عصرنا ، بل يجب عند الحكم عليه الأخذ بعين الاعتبار ظروف حياتهم ، وثقافتهم ، وأحوال حكامهم ، والأسباب التي دعتهم إلى التعمق والإكثار منه.
مع تحيات
خميس
(موسي)