من فرط الابداع .. والحلاوة .. والتتويج ..، وفرط عراقيته المشرّفة... يدعونا دائما لفضائه
الشفاف الشامخ كجمهور واقلام،
كجمهور.. لنصفق بجهر عاري لرايته الممزوجة براية العراق المرفوعة في كل محفل
تواجد فيه شخصه وعزف فيه وتره واطرب فيه صوته،
وكاقلام.. لننصف ونميز ما هو حقيقي ثابت لا يحتمل الجدال فيه وما هو غير ذلك.. وفي
شتى العناوين.
كاظم الساهر.. حلم عراقي أخر تحقق في زمن الخارجين بقدرة الهية أو أعجوبة لا
توصف مثل وصف الاشياء السوية...
كان المستحيل هو السائد.. المستحيل الذي اعلنته وفرضته سياسة رجال الدكتاتورية..
كاظم.. ارضعته بغداد الحبيبة من ماء دجلة واحاطته بدفئها وحنانها وحبها ليصبح عراقيا
تأصل العراق به، وتأصل هو فيه ـ
ليغدو الفرات هو الاخر دما يجري في عروقه يسقي نخله الذي غرسه في بقاع شتى
ليهتف ويرفرف كل السعف بهوس ٍ كلما غنى وانشد.
عندما ننفض غبار الانانية ونكسر قيد المجاملة ونصفع التشويه ولا نصدق ما هو كاذب ولا
نكذب ما هو صادق ـ نكون قد وصلنا الى ضفة ٍ من امان،
كاظم الساهر ولد وهو لا ينتمي الى أي جهه سياسيه ودخل معهد الموسيقى وهو
كذلك
ليتعلم اسرار الموسيقى ويصبح معلما لهاـ
ليبدأ مشواره الفني حينما خاطب ( شجرة الزيتون ) لتبشره بالصعود المرهون بتجاوز
( لدغة الحية ) حتى تمنعه ان يجر يوما ما ( حبل الفشل ) فقرر ان ( يعبر الشط ) الى
ضفة ٍ يلاقي فيها ( العزيز ) .
وهنا ... وضع الساهر وفي تلك المرحله طموحه قيد الدرس و المثابره ليخترق كل
المراهنات و التحديات ليكون نجما ويحقق حلمه وحلم اصحاب الذوق الرفيع ، وهذا
الاجتهاد ليس من اجل ان يكون جاسوسا مدربا على كتابة ( النوته ) بالحبر السري
وارسال المعلومات الدقيقه و المهمه عن مقام النهاوند ومقام الكرد وايقاع الجورجينا ،
والساهر على يقين تام من ان المجد الذي يرغبه لا يمكن تحقيقه وعيون ( الرفاق) ترنو
اليه بشك وحذر فاخترق الصمت وحلق مع النوارس في سفر طويل كان ملاذه الاول
(عمان) فوجد احبابه قد قالوا له مرحبا و ( كلك على بعضك حلو ) ليحلق مره اخرى فوق
الغيم و ( ينزل البحر ) في بيروت فتصدر عناوين الصحف ومانشيتاتها ، وهنا طرق
الاحتراف باب الساهر ليتقن هو الاخر الصنعه واجادها بجماليه عراقيه بحته ثم يبصم
بصمة الرياده عندما دخل مصر ( عاصمه الفن العربي ) وهو محترف لا حاجه ان يتزود او
يتعلم شيئا اخر في الفن ، فمنح هناك هوية السفر ليغدو كاظم الساهر سفيرا للطرب
العراقي والعربي وموسيقارا يضاهي عمالقة الموسيقى في العالم حين تدرس نتاجاته
الموسيقيه الرائعه في الغرب ( فازداد عشقا ) للعراق ( وليلاه) ، وهذا كله جعل للساهر
جمهورا عريضا اشغل كاظم وانشغل فيه ، ولم تكن له مهمه اخرى غير ذلك ، ولاجله
تصدر قائمة النخبه الغنائية العربية .
ويحق لنا نفتخر بالساهر صاحب الامتيازات والشمولية الذي نحت تاريخه الموسيقي
والغنائي على صخر الجمال الصعب حتى تربع على عرش الغناء العربي في الوقت
الحالي
، وما حققه الساهر يدعونا دائما لذكره والاعلان عنه خاصة عندما نعرف انه قد نال عدة
جوائز عربية وعالمية وتصدر العديد من الاستفتاءات ونالت رائعته (انا وليلى) المرتبة
السادسة كافضل اغنية في القرن العشرين في ترتيب افضل مئة اغنية،
واعتلى افضل المنصات والقاعات ليغني طربا عراقيا والقاعة الملكية البريطانية هي
واحدة من تلك وحصل الساهر على مفتاح مدينة (سدني) الاسترالية تقديراً،
وهو الثالث من الذين تسلموا مفتاح العاصمة الاسترالية بعد فرانك سيناترا والفنانة
العربية الكبيرة فيروز،
وقد يكون اخر تتويج للساهر عندما تسلم جائزة موسيقى العالم ضمن حفل كبير وخاص
اقيم في العاصمة الاسكتلندية وكذلك عبر اذاعة الـ بي بي سي البريطانية
وفاز كافضل مطربي العالم عن شمال افريقيا وايران وتركيا وهذا هو الساهر كما عودنا
ان يكون هو الافضل وان يرفع اسم العراق وشعبه واطفاله و بغداده اينما حل واطر ب.
كاظم الساهر.. صاحب الاحساس والغيرة والوطنية
نرى فيه كل الحب ونخل العراق وماءه وجباله،
على أمل أن ينال إعجاب الجميع
الفتى الرومانسي