تميم البرغوثي 5 آذار 2008
فأس إبراهيم
كأنني أريد أن أصيح أو أركض في حلم، لا صوت يخرج من فمي وكأنني أركض في رمال متحركة
لكنني واثق أن صوتا ما سيخرج، لأننا لسنا في حلم ولسنا نياما، وهؤلاء القتلى ليسوا مجازات بلاغية، وهذا الدم لا يختفي حين نقوم في الصباح، نغسل أيدينا وأوجهنا ونقرأ الجريدة، أصبح المرء منا حصالة أشباح، صور القتلى من كل حرب تتراكم، يظن العدو أنها بالتكرار تخف، يعني كم مرة يمكن أن تتفاجأ بالمجرزة، سيتعود الناس على الموت، على صور الموت، ولن يبالوا
يا نيافة الحاخام، لا يتعود الإنسان على الموت، لأن الموت لا يتكرر، كل إنسان يموت مرة واحدة فقط، وغضبنا ليس تعاطفاً مع آخرين، بل هو إحساس بدنو الموت الشخصي منا، هذا الإحساس لا يمكن التعود عليه، ولا التصالح معه، إسرائيل تهديد بالموت لكل عربي في كل مكان وزمان، تهديد شخصي جداً، وثأر شخصي جداً، إسرائيل تقع خارج السياسة، إسرائيل، تقع خارج نشرة الأخبار
يا نيافة الحاخام، يا فخامة الجنرال، أردتم أن تدخلوا إلى البيوت، فقد دخلتموها، فتحملوا الآن عاقبة أمركم، وإن أردتم سلاماً، ففاوضونا كلاً على حدة، فاوضوا ثلاثمائة ألف ألف إنسان، ووقعوا ثلاثمائة ألف ألف إتفاقية سلام، ثم انتظروا أن يكبر أطفالهم وفاوضوا معهم أيضاً، واحداً واحداً، إلى آخر الزمان
يا رئيس الوزراء، يا قائد الجيش، ويا أيها الشعب المتعكز على محرقتين، محرقة خرج منها، ومحرقة يريد أن يدخل الناس فيها، إن قتلَنا لن يُنْجيَكم منا، نحن قوم قبورهم تقاتل، وذاكرتهم تترك آثاراً أشدَّ ثباتاً من تعريجات مجنزراتكم على الأسفلت.
أنخيفكم؟ لا والله ليس في يدينا سلاح يخاف الناس من مثله، إنما تخيفكم سُنَّة تعرفونها، أن الضعيف لا يبقى ضعيفاً، وسُنَّةٌ أخرى تعرفونها، أن المرأة لا تنسى قاتل ولدها، إنما تخيفكم قوانين الحياة الطبيعية، لأنها تبشركم كل يوم بضلال فكرتكم، وخيبة أملكم، وزوال مُلككم.
كانت فكرة سيئة أيها الضيوف، أن تسيئوا الزيارة إلى هذا الحد، كانت فكرة سيئة يا طالبي الإقامة، أن تنفوها عن من تطلبونها منه، كانت فكرة سيئة أن تقتلوا الناس، لأن الموتى أشد فتكاً بكم من الأحياء، إن حياً واحداً يصير ميتاً واحداً، ولكن ميتاً واحداً قد يصبح شعوباً من الأحياء، واسألوا عيسى بن مريم، والحسين بن علي، وأميرة ابنة العشرين يوما التي قتلتموها اليوم الثلاثاء الرابع من آذار 2008 السادس والعشرين من صفر 1429
ما الذي تخافونه من الأطفال المتكلمين، أهو ثار قديم، اتهموني باللاسامية الآن، ولكن اشرحوا لي لماذا كل هؤلاء الأطفال يموتون في حروبكم، يعني لستم أول الغزاة ولا آخرهم، ولكن هذا الغيظ من الأطفال تحديداً من تخصصكم، ألم تكن غولدا مائير تقول إنها لا تنام عندما تسمع أن طفلاً فلسطينيا وُلد؟ ما بكم؟ ألم تعلن حكومتكم الموقرة أن الديمغرافيا، وهي كلمة يونانية نظيرها العربي كثرة العيال هي التهديد الأعظم لكيانكم، مالكم وللأطفال، أهو ثار قديم؟
غزة، ومن قبلها كل مدينة اجتاحها الغزاة، مَثَلٌ ضُرِبَ للناس، وخطوة مؤلمة للخلاص من وثنية العجز. فالأصنام وهم، وإن كانت أحجارها حقيقية، ووظيفة الأحجار تثبيت الوهم في عقول الناس، وظيفتها إقناعهم بأن هناك صنماً، أو إلهاً شكله كذا، وإسرائيل وهم قنابله حقيقية، ووظيفة القنابل إقناعنا بأن إسرائيل باقية، والحاكم الظالم وَهْمٌ هراواته حقيقية، ووظيفة الهراوات أن تقنعنا أنه هو الحاكم لا نحن. غزة مثل مضروب، فأس إبراهيم، وقطرة مبكرة من ماء الطوفان.
w ana bns7kom t2ro ltmem ketabato ra2e3a
btmna y3gbkom
salam
فأس إبراهيم
كأنني أريد أن أصيح أو أركض في حلم، لا صوت يخرج من فمي وكأنني أركض في رمال متحركة
لكنني واثق أن صوتا ما سيخرج، لأننا لسنا في حلم ولسنا نياما، وهؤلاء القتلى ليسوا مجازات بلاغية، وهذا الدم لا يختفي حين نقوم في الصباح، نغسل أيدينا وأوجهنا ونقرأ الجريدة، أصبح المرء منا حصالة أشباح، صور القتلى من كل حرب تتراكم، يظن العدو أنها بالتكرار تخف، يعني كم مرة يمكن أن تتفاجأ بالمجرزة، سيتعود الناس على الموت، على صور الموت، ولن يبالوا
يا نيافة الحاخام، لا يتعود الإنسان على الموت، لأن الموت لا يتكرر، كل إنسان يموت مرة واحدة فقط، وغضبنا ليس تعاطفاً مع آخرين، بل هو إحساس بدنو الموت الشخصي منا، هذا الإحساس لا يمكن التعود عليه، ولا التصالح معه، إسرائيل تهديد بالموت لكل عربي في كل مكان وزمان، تهديد شخصي جداً، وثأر شخصي جداً، إسرائيل تقع خارج السياسة، إسرائيل، تقع خارج نشرة الأخبار
يا نيافة الحاخام، يا فخامة الجنرال، أردتم أن تدخلوا إلى البيوت، فقد دخلتموها، فتحملوا الآن عاقبة أمركم، وإن أردتم سلاماً، ففاوضونا كلاً على حدة، فاوضوا ثلاثمائة ألف ألف إنسان، ووقعوا ثلاثمائة ألف ألف إتفاقية سلام، ثم انتظروا أن يكبر أطفالهم وفاوضوا معهم أيضاً، واحداً واحداً، إلى آخر الزمان
يا رئيس الوزراء، يا قائد الجيش، ويا أيها الشعب المتعكز على محرقتين، محرقة خرج منها، ومحرقة يريد أن يدخل الناس فيها، إن قتلَنا لن يُنْجيَكم منا، نحن قوم قبورهم تقاتل، وذاكرتهم تترك آثاراً أشدَّ ثباتاً من تعريجات مجنزراتكم على الأسفلت.
أنخيفكم؟ لا والله ليس في يدينا سلاح يخاف الناس من مثله، إنما تخيفكم سُنَّة تعرفونها، أن الضعيف لا يبقى ضعيفاً، وسُنَّةٌ أخرى تعرفونها، أن المرأة لا تنسى قاتل ولدها، إنما تخيفكم قوانين الحياة الطبيعية، لأنها تبشركم كل يوم بضلال فكرتكم، وخيبة أملكم، وزوال مُلككم.
كانت فكرة سيئة أيها الضيوف، أن تسيئوا الزيارة إلى هذا الحد، كانت فكرة سيئة يا طالبي الإقامة، أن تنفوها عن من تطلبونها منه، كانت فكرة سيئة أن تقتلوا الناس، لأن الموتى أشد فتكاً بكم من الأحياء، إن حياً واحداً يصير ميتاً واحداً، ولكن ميتاً واحداً قد يصبح شعوباً من الأحياء، واسألوا عيسى بن مريم، والحسين بن علي، وأميرة ابنة العشرين يوما التي قتلتموها اليوم الثلاثاء الرابع من آذار 2008 السادس والعشرين من صفر 1429
ما الذي تخافونه من الأطفال المتكلمين، أهو ثار قديم، اتهموني باللاسامية الآن، ولكن اشرحوا لي لماذا كل هؤلاء الأطفال يموتون في حروبكم، يعني لستم أول الغزاة ولا آخرهم، ولكن هذا الغيظ من الأطفال تحديداً من تخصصكم، ألم تكن غولدا مائير تقول إنها لا تنام عندما تسمع أن طفلاً فلسطينيا وُلد؟ ما بكم؟ ألم تعلن حكومتكم الموقرة أن الديمغرافيا، وهي كلمة يونانية نظيرها العربي كثرة العيال هي التهديد الأعظم لكيانكم، مالكم وللأطفال، أهو ثار قديم؟
غزة، ومن قبلها كل مدينة اجتاحها الغزاة، مَثَلٌ ضُرِبَ للناس، وخطوة مؤلمة للخلاص من وثنية العجز. فالأصنام وهم، وإن كانت أحجارها حقيقية، ووظيفة الأحجار تثبيت الوهم في عقول الناس، وظيفتها إقناعهم بأن هناك صنماً، أو إلهاً شكله كذا، وإسرائيل وهم قنابله حقيقية، ووظيفة القنابل إقناعنا بأن إسرائيل باقية، والحاكم الظالم وَهْمٌ هراواته حقيقية، ووظيفة الهراوات أن تقنعنا أنه هو الحاكم لا نحن. غزة مثل مضروب، فأس إبراهيم، وقطرة مبكرة من ماء الطوفان.
w ana bns7kom t2ro ltmem ketabato ra2e3a
btmna y3gbkom
salam